الصفحة الرئيسية
>
حــديث
عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم.
يبين هذا الحديث سعة رحمة اللّه تعالى وكثرة تجاوزه عن المذنبين، ولو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب العبد في كل مرة قبلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته. والله عز وجل يقبل التوبة من العصاة ليلاً ونهاراً في أي وقت كان (حتى تطلع الشمس من مغربها) فإذا طلعت منه غلق باب التوبة .
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها : أن يقلع عن المعصية. والثانى: أن يندم على فعلها. والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
المزيد |